نهاية الزهايمر..برنامج طبي ناجع يقهر المرض

نهاية الزهايمر..برنامج طبي ناجع يقهر المرض

20 فبراير 2018

 

 
نهاية الزهايمر..برنامج طبي ناجع يقهر المرض

أعظم عطية وهبتها العناية الإلهية للبشر، هي العقل، والتي تستمد قدراتها بالدرجة الأولى من منبع محوري في جسم الإنسان، وهو: المخ، والذي عندما يصاب بالوهن، وتهب عليه عواصف التقدم في السن، يبدأ تراجعه في الفهم والذاكرة والإدراك، ما يجعله معرضاً للإصابة بمرض الزهايمر حيث احتار العلماء في ترجمة وتوصيف هذا الاسم الغريب والمخيف، لتطل علينا مسميات مختلفة من بينها الذهان .. أو الخَرَف (بفتح الراء)، إلى توصيفات بديهية من قبيل تراجع الإدراك إلى ضياع الذاكرة.

ومن البديهي في هذا السياق ألتأكيد على أن مصطلح الزهايمر هو كلمة متكاملة، واستوحي من اسم الطبيب الألماني الدكتور ألواس ألزهايمر (1864- 1915)، الذي يعد أول من اكتشف المرض، وأول من أسهب في توصيف الأعراض التي يرتبط بها.

سرقة الحياة

في هذا الكتاب، يقرر البروفيسور ديل بريديسن، أستاذ الأمراض العصبية ـ العقلية، المتخصص في بحوث الشيخوخة في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة، اقتحام زاوية التعامل مع آفة الزهايمر، باصداره لكتابه "نهاية الزهايمر.. أول برنامج لمنع وعلاج الانهيار المعرفي (الإدراكي)"، والذي تتجلى أهميته في ضوء المعطيات التي يضيءعليها، بأن البشر يخشون الإصابة بالزهايمر أكثر من أي شيء آخر، باعتباره واحداً من 10 أمراض هي الأكثر شيوعاً (في أميركا)، وثانياً لأنه لا يقتصر على فداحة الأثر المفضي إلى نهاية الحياة، وإنما لأنه يسرق من ضحاياه معنى حياتهم نفسها حتى قبل حلول آوان الرحيل.

في هذا الكتاب، يعمد د. بريديسن، إلى قلب الطاولة على سبيل التحدي، حيث يمضي في كتابه موضّحاً أن الأمر لم يعد يقتصر فقط على إمكانية التصدي للإصابة بمرض الخلل ـ الانهيار الإدراكي ـ المعرفي، بل يمكن أيضاً، أن يقطع الطريق في حالات كثيرة على هذه الإصابة ومنع وقوعها من الأساس.

يتألف الكتاب من 4 أبواب شاملة تحمل عبر فصولها االـ 12، عناوين رئيسية، هي إيجاد حل لمرض الزهايمر، وتفكيك الزهايمر، وعمليات التقييم والتوصيف الشخصي، وتعظيم النجاح.

عقلية علميةوتضم فصول الكتاب مجاميع من الجداول والإحصاءات وعروض البيانات، منها ما يمكن أن يستسيغه القارئ العادي المثقف، ومنها يتطلب التزود بخلفية وعقلية علمية قد لا تتوافر إلا عند المتخصص.

وفي فصول الكتاب يعرض المؤلف مجموعة العناصر ومراحل العلاج من آفة الزهايمر، مستعيناً في ذلك بعدد من حالات النجاح التي أمكن إحرازها في استعادة مرضاه من «منفى» تراجع الذاكرة إن لم يكن فقدان الذاكرة من الأساس، كما يعرض الكتاب أيضاً نتائج البروتوكول الطبي الذي اتبعه المؤلف في معالجة مرضاه المصابين بآفة تراجع أو ضعف، وأحياناً ضياع الذاكرة.

وفي هذا الصدد يوضح الكتاب تحديداً أن من بين أول 10 مرضى تمت معالجتهم وفق بروتوكول العلاج المنشور في الكتاب، أظهر 9 منهم تحسناً ملحوظاً على مدار فترة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر. وبعدها ظل هذا النظام العلاجي يكفل تحقيق هذه النسبة (نحو 90% من نجاح الحالات)، بعد التوسع في العلاج ليشمل مئات الأشخاص.

وتكتسب هذه النتائج أهميتها بفضل ما توصلت إليه من إثبات أن الإصابة بمرض الزهايمر، لم تعد تمثل حكماً بالنفي من سياق المعيشة، لتثبت تلك الجهود جدواها في نقل العلاج إن لم يكن نقل الشفاء من خانة المستحيل إلى خانة الممكن.

المكتبات الأميركية استقبلت الكتاب خلال الأسابيع الأخيرة من العام الماضي، وبلا شك أن ترجمته إلى العربية، يعد إضافة مهمة للقارئ العربي، المتخصص، وغير المتخصص على حد سواء.
 

البوم صور