تشارك جمعية الباقيات الصالحات في الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع الذي يحتفي به العالم الإسلامي في الخامس من شهر ديسمبر من كل عام
يُعتبر العمل التطوعي مهمّاً للغاية في بناء المجتمعات وجعلها أكثر تطوراً، وخدمة القضايا الاجتماعية، وإكساب الشباب شعور الانتماء إلى الوطن والمجتمع.
ونظراً لأهمية "التطوع" في حياة المجتمع ؛ فقد قامت الأمم المتحدة في عام 1985 بتخصيص يومٍ عالميٍّ للاحتفال به باسم "يوم التطوع العالمي"، أو "اليوم الدولي للمتطوّعين"، ويصادف في الخامس من ديسمبر من كلّ عام.
وقد أكدت الأستاذة الدكتورة :
عبلة الكحلاوى - حفظها الله -
أن الله قد أمر بالعمل التطوعي سواء كان أمراً بصدقة أو أمراً بمعروف والسعي بالإصلاح بين الناس: قال الله تعالى:
﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾
[ سورة النساء الآية : 114 ]
وجاء في الحديث الشّريف
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين }
رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال حسن صحيح
وبلا شك أن منزلة الصيام والصلاة عظيمة فهما ركنان من أركان الإسلام والمراد هنا بالصلاة التي هي إصلاح ذات البين خير منها صلاة النوافل وليست صلاة الفرائض ولكنهما عملان محصوران أجرهما وثوابهما على صاحبه بينما إصلاح ذات البين: نفع متعدٍّ إلى الآخرين وقاعدة الشريعة:
أن النفع المتعدي أولى من النفع القاصر.
ومن أبرز الأعمال التطوعية التي تم ذكرها فى كتاب الله تطوّع ذي القرنين ببناء السد
. ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْماً لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً *قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً *آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً *
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴾سورة الكهف
إنّ تفعيل دور التطوع يتطلب العمل على غرسه فى عقول الأبناء ، عن طريق إدخاله كمادة دراسية فى المعاهد والمدارس والجامعات ، والتحدُّث عنه بشفافية ، وإظهار مدى خطورة تضخم الثروات وظهور الاحتكارات التى تُخلُّ بالتوازن الاجتماعى وتعصف بكيان الأمة .
وأخيراً وليس آخراً
إن تفعيل دور التطوع يحتاج إلى شعور الإنسان بالعدل والأخوَّة الإنسانية ، عن طريق الدعم الأُسَري ، والبيئي ، وصدق النوايا ، وتصفية السرائر ،
وهنا تبرز فاعلية العمل التطوعي في صنع النهضة وحركة المجتمعات فى إطار من الشريعة الإسلامية يقول الله تعالى :
﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾
[ سورة الشمس الآيات ٧- ١٠]